Admin المديـــــــــــرةـــــــــــــــــ
عدد المساهمات : 121 تاريخ التسجيل : 14/06/2012 العمر : 37
| موضوع: «الانتخابات» فى أعمال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ .....المصرى اليوم 16/6/2013 الأحد يونيو 17, 2012 5:10 am | |
| يوسف القعيد Sat, 16/06/2012 - 12:25
الانتخابات جاءت بفرج «القواد» فى «زقاق المدق».. والشرطة مسؤولة عن التزوير فى «يوميات نائب فى الأرياف»
فى سنة 1937 أصدر توفيق الحكيم روايته «يوميات نائب فى الأرياف»، رغم أنها كانت يوميات لتجربة عاشها الحكيم بنفسه، إلا أن الانتخابات تظهر خلالها، وبعد عشر سنوات أصدر نجيب محفوظ سنة 1947 روايته زقاق المدق.
ورغم عزلة الزقاق عن العالم الخارجى، إلا أن الانتخابات تطرق أبوابه فى الفصل التاسع عشر، على أن الانتخابات هى التى تأتى بفرج إبراهيم، القواد الذى أخذ حميدة من حياة الزقاق الضيقة إلى الدنيا الجديدة، حيث ضاعت ولم تعد إلى الزقاق أبداً.
سؤالى هو: كيف تناولت الرواية المصرية الانتخابات؟ سؤال وجهته لنفسى مع أنه من المفترض توجيهه لنقاد الرواية، ولتراجعهم من حياتنا وإن تذكر أحدهم أو إحداهن صفة النقد انصرف لمجاملات لا أول لها ولا آخر.
ليس هذا موضوعى.. أعود لسؤال البداية، وأقول إن ظهور الانتخابات فى المشهد الروائى المصرى قليل، بل يصل لحد الندرة، هل لأن الانتخابات حدث موسمى؟ ربما يهل على بر مصر كل عدد من السنوات، لذلك نتذكره كلما جاء وننساه بعد أن يمضى، أو أن البعض يتعامل معه باعتباره مناسبة، والمناسبات تقتل الإبداع فى خيال المبدع. ولا يخرج منها أى إبداع.
لست بناقد ولذلك لا تنتظر منى إحصاء بتجليات ظهور الانتخابات برلمانية كانت أو رئاسية فى النص الروائى المصرى بشكل إحصائى، لكنى سأتوقف أمام نصين فقط. أظهرا الانتخابات تتصل فيهما عشر سنوات من النصف الأول من قرننا العشرين.
(1) يوميات نائب فى الأرياف:
النص الأول: رواية توفيق الحكيم الجميلة: يوميات نائب فى الأرياف، أعتبرها أجمل ما كتب توفيق الحكيم فى باب الكتابة الروائية، رغم أن «عودة الروح» ظلمتها ظلماً مبيناً، هل لأن جمال عبدالناصر قرأ «عودة الروح» عندما كان طالباً فى الكلية الحربية، حسبما اتضح من سجلات استعارة مكتبة الكلية الحربية؟! ربما.
«يوميات نائب فى الأرياف» نص لا يضاهيه أى نص روائى آخر لتوفيق الحكيم، وهو أقرب إلى روحه الفنية من «عودة الروح»، رغم أن «عودة الروح» ألهمت عبدالناصر فكرة القيام بالثورة التى غيرت وجه الدنيا مصرياً وعربياً وإسلامياً والعالم كله.
لا تعد الانتخابات موضوعاً للرواية ولكنها ترد فيها ضمن يوميات وكيل النيابة، باعتبار أن وكيل النيابة فى عمله يبدو شديد الالتصاق بالشرطة، وهى الجهة المنوط بها تنفيذ الانتخابات. بل وتزويرها إن تطلب الأمر إجراء مثل هذا التزوير.
ما إن يسمع النائب أن فى البلد أزمة وزارية، وأن ثمة إشاعة بأن هناك وزارة جديدة، وأن هذه الوزارة ناوية تجرى انتخابات جديدة حتى تطل علينا الانتخابات فى جو الرواية. والرواية مكتوبة ومنشورة فى العصر الذهبى لليبرالية المصرية. تلك السنوات الواقعة بين ثورتى 1919 و 1952. ورغم كل ما يقال عن الحريات العامة. فإن وكيل النيابة بعد أن يستمع لخبر الانتخابات الجديدة يكتب:
- ولم يعلق أحدنا على هذه الأخبار بشىء، فكلاناً يجهل ميول الآخر، كلانا يخشى أن يظهر رأيه الدفين.
ثم يعود وكيل النيابة إلى نفس المأمور. ليجده قد جمع العمد فى المركز لينبه عليهم بضرورة وجودهم فى الانتخابات، يقول لهم:
- فتح عينك انت وهو، مرشح الحكومة فى الانتخاب لازم ينجح، أنا نفضت إيدى وانتم أحرار، مفهوم؟
وتردد أحد العمد وقال:
- فيه يا جناب البك جماعة مشاغبين أقويا كلمتهم مسموعة من العائلة الثانية الكبيرة.
فدفعه المأمور فى كتفه وقال له:
- المشاغبين اتركهم لى أنا. تفضل.
وعندما يسأله وكيل النيابة عن جريمة القتل التى يحقق فيها يرد عليه:
- يعنى نترك الانتخابات ونلتفت للقتل والخنق؟.
ثم يقول للوكيل بشىء من التوسل:
- يا بك. الوقت بطال والسياسة متحكمة فى البلد. ما فيش داعى للتدقيق.
ونصل إلى الانتخابات يكتب النائب: نهضت فى الحال، ونهض المأمور معى وقلت مازحاً:
والانتخابات يا حضرة المأمور..؟.
عال.
ماشية بالأصول؟.
فنظر إلىَّ مليَّاً، وقال لى فى مزاح كمزاحى:
- حانضحك على بعض؟! فيه فى الدنيا انتخابات بالأصول!!.
فضحكت وقلت:
قصدى بالأصول: مظاهر الأصول.
إن كان على دى اطمئن.
ثم سكت قليلاً، وقال فى قوة وخيلاء:
- تصدق بالله؟ أنا مأمور مركز بالشرف. أنا مش مأمور من المآمير اللى انت عارفهم، أنا لا عمرى أتدخل فى انتخابات، ولا عمرى أضغط على حرية الأهالى فى الانتخابات، ولا عمرى قلت انتخبوا هذا وأسقطوا هذا، أبداً، أبداً، أبداً، أنا مبدئى أترك الناس أحرار تنتخب كما تشاء...
فقاطعت المأمور وأنا لا أملك نفسى من الإعجاب:
- شىء عظيم يا حضرة المأمور، بس الكلام ده مش خطر على منصبك؟ على كده... إنت راجل عظيم...
فمضى المأمور يقول:
- دى دايماً طريقتى فى الانتخابات: الحرية المطلقة، أترك الناس تنتخب على كيفها، لغاية ما تتم عملية الانتخابات، وبعدين أقوم بكل بساطة شايل صندوق الأصوات وأرميه فى الترعة، وأروح واضع مطرحه الصندوق اللى إحنا موضبينه على مهلنا.
- شىء جميل!.
قلتها فى شىء من الاستغراب ممزوج بخيبة الأمل، ولم أشأ أن أعقب على ما سمعت. ومددت يدى مسلماً. وخرجت وخرج خلفى المأمور يشيعنى إلى الباب الخارجى؛ وإذا بى أرى، وأنا أجتاز فناء المركز، شرذمة من الخفراء تتأهب للشحن فى «اللوريات»، ومن بينهم الشيخ عصفور بأسماله وعوده الأخضر؛ فالتفت إلى المأمور أسأله فى ذلك، فقال وهو يشير بيده إلى الرجال:
أنفار قايمة لحفظ النظام ساعة إعطاء الأصوات.
والشيخ عصفور ما له ومال الانتخابات؟!.
مواويله تؤثر على عقول الفلاحين!.
يعنى منتدب للدعاية!.
فابتسم المأمور ابتسامة المصادق على ملاحظتى، وابتسمت أنا أيضاً وأنا أضيف قائلاً:
- حتى الشيخ عصفور شغلتوه فى السياسة!.
فنظر إلىَّ المأمور نظرة ذات معنى، وقال فى تنهد:
- نعمل إيه بس!.
وفى هذه العبارة وهذا التنهد كل الكفاية فى جعلى أرثى لحال هذا المأمور وأقدر دقة موقفه ومسؤوليته أمام الرؤساء الذين يطلبون إليه نتائج معينة بالذات بكل الوسائل التى يراها مؤدية إلى الغرض، فإن أحجم أو تردد نكلوا به بغير رحمة ولا شفق
عدل سابقا من قبل Admin في الأحد يونيو 17, 2012 7:50 pm عدل 1 مرات | |
|
Admin المديـــــــــــرةـــــــــــــــــ
عدد المساهمات : 121 تاريخ التسجيل : 14/06/2012 العمر : 37
| موضوع: رد: «الانتخابات» فى أعمال توفيق الحكيم ونجيب محفوظ .....المصرى اليوم 16/6/2013 الأحد يونيو 17, 2012 5:13 am | |
| ما اشبه الليلة بالبارحة , نفس السيناريو يتكرر الان , فللاسف لم ناخذ من الزمن الا مرور العمر , لم نتعلم شيئا بالرغم من ما عانيناه | |
|