كريمة كمال
Sat, 16/06/2012 - 12:20
هل هناك محاولة لحرق الإخوان؟ هذا سؤال مطروح على الساحة ولا يعرف أحد- ربما إلا نفر قليل- إجابته.. هناك اتهامات توجه لهم، بعضها غير منطقى على الأقل بالنسبة لى، ولا أستطيع أن ألغى ضميرى ولا عقلى وأصدق كل ما يأتى به الإيميل من وثائق تُدين الإخوان بالقتل، وتروج لكل ما يخططون له من عنف، لمجرد أننى أعارضهم بشدة، وأرفض مشروعهم الذى يلغى الدولة المصرية الحديثة لصالح طائفة دينية مغلقة لها مطامع سياسية واجتماعية للسيطرة الكاملة على الدولة، وتغيير طبيعتها وهويتها.. لكننى من ناحية أخرى أصطدم بكل ما يصرحون به وما يفعلونه حتى اللحظة الأخيرة، الذى إن كشف عن شىء فهو يكشف عن رغبة فى الاستحواذ والسيطرة ورغبة أكثر فى الوصول بأى شكل إلى السلطة ليس فقط عن طريق الصفقات مع أى طرف وطريق الانقلاب على الثورة لتحقيق مطالبهم، ولكن أيضا الانقلاب على الديمقراطية واستخدام آلياتها للوصول إلى ما يريدونه هم دون غيرهم.
خرج الدكتور محمد البلتاجى على شاشات التليفزيون مرة مع «منى الشاذلى» ومرة مع «عمرو أديب» للرد على المزاعم التى اتهم بها شفيق الإخوان بقتل الثوار وما نتج عنها من تحركات قانونية أو غيرها.. وبصرف النظر عن تشككى فى كل هذه الادعاءات وما وراءها وعدم تقبلى لها رغم عدائى لمشروع الإخوان، إلا أننى فهمت لماذا خرج البلتاجى ليرد على هذه المزاعم التى تريد النيل من الإخوان وتنتهى بهم إلى أنهم لم يبيعوا الثورة كما يمكن لى أنا أن أقول إلى أنهم قتلوا الثوار.. فهمت الهدف بل قدرته وعذرته، لكن استفزنى ما انتهى إليه الحوار من ضرب للديمقراطية، خاصة أن هذه الحوارات قد دارت على خلفية ما كان يجرى فى تشكيل الجمعية التأسيسية للمرة الثانية من محاولة ضرب التوافق والاستئثار بكتابة الدستور لكن هذه المرة بخطة أكثر إحكاما من أن تضرب قانونيا.. دافع البلتاجى عن الإخوان وهذا حقه، لكنه قال أسوأ ما يمكن أن يقال ويضرب الديمقراطية فى مقتل، قال إن الإخوان سيرضون بنتيجة الانتخابات إن نجح مرسى، لكن إن لم ينجح فسيكون حدث بالقطع تزوير، وسيكون نجاح شفيق بالتزوير ووقتها سينضمون للصف الثورى ويعارضون النتيجة..
وبصرف النظر عن استخدام الصف الثورى لحظة أن يحتاجوه والانقلاب عليه لحظة أن يسير فى مسار لا يصب فى مصالحهم، فإن الأهم هنا هو رفض الاحتكام إلى الصندوق وهو ما تمسكوا بشرعيته فى الانتخابات البرلمانية فلماذا يرفضونه إذا ما صب فى مصلحة مخالفة لمصلحتهم؟ الادعاء بتزييف الانتخابات- ولا أعرف إذا ما كانت هناك خطة لذلك من عدمه- قد بدأ مبكراً منذ الإعلان عن الإعادة كنوع من الاحتراز للرفض والانقلاب على ما يأتى به الصندوق إذا ما خالف ما يسعون إليه..
بينما التزوير يتم الطعن به أمام الأجهزة القضائية إذا ما توفرت المستندات التى تثبته، وسنكون أول من ينقلب على ما يأتى به الصندوق لأنه مزور، أما إذا لم يثبت ذلك فكيف للإخوان أن ينقلبوا على إرادة الأمة، التى طالما تشدقوا بها منذ الاستفتاء.. الإخوان قبل غيرهم يعلمون أن هناك من سينتخب شفيق، سواء من ينحازون إلى النظام القديم أو من يرفضونه، لكنهم يتصورون أنه الطريق الوحيد إلى الاستقرار بعد تجربة المرحلة الانتقالية الصعبة، أو خوفا ورفضا للإخوان، ومحاولة للتصدى لمشروعهم الذى يقصى جميع التيارات والاتجاهات الأخرى، والذى يصطدم بمصالح وحريات العديد منها، واختيارا للأقل سوءاً.. المهم أن هناك من سيذهب لينتخب شفيق بإرادته الحرة.. الإخوان هم أول معول فى خطة هدم الثورة بتغيير مسارها لمسارهم.. فهل يكونون أول معول فى هدم الديمقراطية باختطاف البلد فى لحظة فاصلة؟
الأحد يونيو 17, 2012 5:27 am