لا أحد يستطيع أن ينكر أن منتخب مصر يعيش أكثر فتراته حظا في تاريخه المعاصر وذلك بعد خسارته أمام أفريقيا الوسطى ببرج العرب واقترابه من الإخفاق القاري الثاني على التوالي!
وكيف يكون غير محظوظ، وقد خسر مباراة لا تحتمل الخسارة على أرضه أمام فريق بعشرة لاعبين لمدة ساعة، دون أن يهتم أي من النقاد والجماهير بالنتيجة ولا المباراة ولا حتى كأس الأمم الأفريقية برمتها.
والفضل بالطبع يعود إلى انتخابات الرئاسة، تلك التي كانت أيضا سببا رئيسيا في سقوط الفريق أمام منافسه المغمور تاريخيا!
فاتحاد الكرة المصري لم يكن متفرغا لمثل هذه المباراة الهامة على الصعيد القاري، لأنه كان مشغولا لشوشته في مساندة أحد مرشحي الرئاسة في الانتخابات الرئاسية، وهذا على حد قول عزمي مجاهد المتحدث الرسمي باسم الاتحاد.
تخيل أن يكون المنتخب المصري على أعتاب مباراة مهمة بنظام خروج المغلوب في الدور التمهيدي لتصفيات أمم أفريقيا، فلا يعطيها اتحاد الكرة أي أهمية، وإنما ينشغل بأمور أقل ما يوصف عنها بأنها تثير الجنون!
فهل من حق اتحاد كرة القدم الذي يمثل مصر كلها أن يتورط في السباق الانتخابي ويساند مرشحا بعينه وبهذا الشكل الرسمي الفاضح؟!
هل من حق اتحاد الكرة أن يهدر وقت عمله، الذي يتقاضى عليه أجرا من أموال الشعب، في غير مهام وظيفته الأصلية؟!
قد يرد البعض بأن من حق أي شخص أن يؤيد مرشحا بعينه، ولكني أرد على الادعاء بأنه ليس من حق أي إنسان استغلال منصبه في الدعايا الانتخابية، وليس كما رد المتحدث باسم الاتحاد على سؤال حول آخر الاستعدادات لمشاركة المنتخب الأولمبي في الأولمبياد فيجيب "إحنا مش فاضيين للاتحاد، إحنا عاملين شغل من نار للفريق شفيق"!
وقد يرد آخر بأن انشغال الاتحاد بالانتخابات الرئاسية لا علاقة له باللعب، لكن هذا أيضا غير صحيح لأن اللاعبين نفسهم لاحظوا انصراف مسؤولي الاتحاد عنهم، وهو ما انعكس بالسلب على اللاعبين بأن المباراة ليست مهمة وإنما مجرد مباراة تافهة أمام فريق متواضع.
وسبحان الله! في هذه المباراة التي لا تستحق الاهتمام - من وجهة نظرهم - وأمام منافس متواضع لعب بعشرة لاعبين لمدة ساعة كاملة، سقط المنتخب الذي فاز قبل أيام على غينيا بملعبها 3-2، واهتزت شباك المنتخب 3 مرات بفعل أخطاء دفاعية ساذجة!
وأرجوكم لا تقنعوني بأن الإرهاق يجعلك تخسر أمام منافس بعشرة لاعبين لمدة ساعة، وحتى لو كان هو السبب فهي مسؤولية اتحاد الكرة الذي لم يكن متفرغا لحماية لاعبيه من الإرهاق.
كل ما أستطيع قوله هو أن "البشاير هلت".. وعلى رأي الإعلان الشهير الاتحاد المصري مش بتاع منتخبات، الاتحاد المصري بتاع انتخابات.. واهو كله عند العرب فريق!
محمد سيف